كان قطا مدللا ... يحب أَن يمسح على ظهره ... يموء .... يتقوس ظهره وينتفش الشعر.
كان يستلطف طريقتها فيالمعاملة. تموء دائما فيأتي مسرعا... يختبئ هنا وهناك ... يتدلل... تمسح على ظهري... يهش في وجهها ... يعانفها ... ثم ينصـرف...
يلج لوحدته بيتا من عراء ليغسل ما علق به من أدران فيجد نفسه في خلاء لا حدود لامتداده ... يموء ... تاه عن الطريق ... وحتى الباب الذي ولج منه اختفى وتلاشى ... يموء ... لم يجد قطته ... علا موائه...
و على حين غرة ينبعث قطار من فراغ مدويا هادرا...انتفض كأفعى فداسه ...
القطار سريع...يطمس القط المدلل ... كان يموء من الفرح عندما تمسح قطته على ظهره ... استرسل الان في المواء من شدة الألم...
القط الآن لا زال يموء ... القط يحتضر ... يموت...
الطريق مستمر.. القطار سريع .. القطار يغيب ..
قطرة من دمع غير مالح .. من دم قاني ساحت ثم تجمد على القضبان...
من جحره .. يخرج جـرذ يستكشف المكان في ظلام و قَــتـام ..
يتشمم الجثة كالدهان .. يقضم منها حاجته و يترك الباقي على القضبان...
|